الخميس، 28 يونيو 2018

بقلم الأديب الشاعر ( أ.د محمد عبد الرحمن موسى

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ الفلاح والثعبان ♠ ♠ ♠

   ♠ ♠ تربى في أسرة يتمتع كل أفرادها بالأخلاق ، وتعلم منذ الصغر بأن كل شئ في الدنيا لا قيمه له بدون أخلاق ، لذلك كان بين زملائه شخصية محترمه تتمتع بثقة الجميع ، وفي عمله كان مثالاً لكل ما يحبه أي إنسان ، كل هذه السلوكيات إنعكست على تعامله مع الأخرين ، وأصبح محل ثقة ويأخذ رأيه دائماً زملائه حتى في الأمور الشخصية ، كان من بين زملائه زميلة باهرة الانوثه والجمال ، ويصبح الجمال خطيراً إذا شعرت صاحبته أنها جميلة ، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس من الأخرين ، كانت تشعر أن جمالها يميزها على جميع النساء ، لذلك تعودت من الرجال على أن تعامل معاملةً بطريق خاصة ، ويحاولون أن يتقربوا منها دائماً ، إلا بطل قصتنا كان يتعامل معها كما يعامل الجميع ، مما كان يثيرها ، حاولت التقرب منه لفك الغاز هذا الرجل ، دخلت مكتبه في يوم من الأيام لأخذ رأيه في موضوع خاص بها ، وطلبت منه أن يتلاقى في أي مكان آخر ، فاعتذر لأنه لا وقت عنده ، وهذا صحيح فعنده ما يشغله ويستغرق وقته تماماً ، ، تعجبت من هذا الرجل وكل الرجال يتمنوا معها لقاء ، ولكنه لم يكن مثلهم فطلبت منه تليفونه الخاص ، فأفهمها أن تليفونه دائما مغلقاً ، وتستطيع التواصل معه هنا في العمل ، كل هذا يزيدها رغبة في التقرب منه ، حتى لعبت الصدفة لعبتها ففي مناسبة لصديق له ، يقترب من أنه قريب وجدها هناك ، وتعامل بالود المعتاد مع الجميع إلا أنها إقتربت منه ، وقالت له ممكن كلمة فأستئذن من الجميع وخرجا معاً إلى التراس (البلكون) ، قالت له أريد أن أتحدث معك ، ولكن المكان غير مناسب ، وسوف أنتظرك غداً الجمعة فى اللوبي لفندق هيلتون القاهرة الساعة السابعة مساءً ، حاول الإعتذار ولكن بدون جدوى وحدث بينهما اللقاء ، كانت السعادة تبدو عليها ، فإنها إنتصرت بعد أن حطمت الاسوار الذي حاول أن يجعلها بينه وبينها ، وتكلما في أشياء كثيرة شعر معها أنها إنسانه رقيقة ، وإن كان جمالها يعطيها بعض الغرور ، وأتفقا على أن هذا اللقاء لن يكون آخر لقاء بينهما ، وأنصرفا بعد أن أخذت تليفونه الخاص ، وفي الليل شعر أن خيالها يلح عليه ، وإذا تليفونه يرن ، كانت هي وظلا يتكلمان حتى سمعا المؤذن يقول الصلاة خيرٌ من النوم ، وتكررت اللقاءات والتليفونات ووجد منها ميول ورغبات أنثى ، فطلب منها الزواج قالت له من مدة أنتظر منك هذا الطلب ، وتم الزواج في حفل بهيج ، والكل ينظر إليه ولسان حالهم يقول كم أنت محظوظ ، وشعر من بداية الزواج أنها تميل إلى رجولته بشكل مبالغ فيه ، إلا أنه برر هذا بجمالها وفرحتها بدخولها دنيا النساء ، ورزقا بولد وبنت ، ورغم مرور سنوات على زواجهما إلا أنها لم تهدأ دائماً تريد زوجها ، وهذا لا عيب فيه أدرك هو  ذلك ، خصوصاً مع تقدمه في عمله فأصبح ممن يشار اليهم ، ولأن الأيام لا تبقي الأشياء على حالها ، فقد ألم به مرض صعب علاجة في بلاده ، مما جعل عمله نظراً لقيمته أن يرسله إلى خارج البلاد للعلاج ، وطلب هو منها البقاء مع الأطفال لرعايتهم ومتابعتهم في مدارسهم ، وسافر برفقة صديق له يعمل بالطب وأستمر علاجه شهور ، وخلال متابعته لأولاده في مدارسهم أدرك أن مستواهما التعليمي يتراجع وأدرك أن زوجته تتأخر يومياً خارج البيت ، وأنها تركت مرات أولادها لبعض أقاربها ، وتركت البيت أيام ، هذه المعلومات جاءته من أهله المتابعين لها وللأولاد ، وعلم أنها على علاقة بأحد الأقارب ، الذي كان ينوي الإرتباط بها قبل أن تفضل زوجها عليه ، فأصبحت تقضي كل وقتها معه ، وقدر الله له الشفاء ، وعاد إلي بيته ولم يجدها ولا أولاده ، وعرف انها تقيم عند بعض أهلها لكِي تترك الأولاد وتغيب كما تشاء ، ولما علمت أن شفاءه بعيد فقد عملت على إتمام إجراءات الطلاق ، ودهشت أنه عاد معافي ، واجهها بما سمع وما حدث للأبناء فلم يقتنع مما تقول وهنا قرر أن يطلقها ، وتأخذ كل حقوقها كما شرع الله ورسوله ، وتترك له الأولاد بالتراضي ، وهنا ذهبت للعشيق وقالت له لقد تحررت الأن كما كنت أنت تريد فهيا لنتزوج ، إلا أنه قال لها زواج إيه نحن هكذا أفضل ، كل منا يجد عند الأخر حاجته ، ولا داعي للزواج ومشاكله ، هنا شعرت أنها ستتحول الي سيدة بلا كرامه ، فتراجعت وذهبت إلي زوجها السابق ، فتكلمت معه بالطريقة التي أوقعت به أول مرة ، لماذا لا نعود كما كنا ، ليتربى الأبناء بيننا ، وأنت تعلم أنك الرجل الأول في حياتي ، هنا لم ينفعل بل بهدوء سألها إن كانت تعرف قصة الفلاح والثعيان ، قالت لا فقص عليها القصة ، حيث كان ثعباناً يعيش في جحر في أرض يزرعها فلاح ، وأتفق الفلاح مع الثعبان أن يظل لا يخرج من جحره حتى يمكنه زراعة أرضه ، علي أن يضع الفلاج للثعبان كل يوم ثلاثة بيضات على باب جحره ، وظل الحال بينهما هكذا إلي أن قال الفلاح لنفسه يوماً ، لماذا الصبر على هذا الثعبان ، أنتظره عندما يخرج لأخذ البيض وأضربه بالفأس فأستريح منه وأوفر البيضات الثلاثه ، وفعلا حدث بينما الثعبان يخرج لأخذ البيض إنهال الفلاح على رأسه بالفأس وبسرعة سحب الثعبان نفسه ، ودخل جحره بعد أن أصيب في رأسه وظل في جحره يتعافى ، ولما تعافى من الإصابه ، خرج للفلاح وظل طوال اليوم يسير في الحقل يأكل مما هو موجود ، ولا يستطيع الفلاح نزول الحقل ، إشتد الفقر بالفلاح ، فقال للثعبان نتصالح ونعود من جديد كما كنا ، ولكن الثعبان قال له كيف أُعاودكَ وهذا أثر فأسك ، هنا أدركت أنها خسرت من سعت إليه ولن يعود إليها أبداً ، عندما قال لها كيف أعاودكي وهذا أثر فأسكي ، فخرجت من عنده وقالت في نغسها هذا جزاء أنا أستحقه.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم الأديب الشاعر / حسن حلمي

قصيدة : عطر روحى.            .25/ 12/ 2018                   بقلم الشاعر : حسن حلمى بيسألو شوق الحبايب  عن كل غايب                     ...