الدرويش 2
( من سماء الحاتمي الأندلسي الطائي )
مزج الهوى في القلب بالَّلذَّاتِ ***
و اجتاح أخيلتي ، أتى خلواتي
قد شدّني نحوي ، فصيّر نبضتي ***
عَــــــــلَمًا على الإفناء و الإثبات
أفنى ظهوري إذْ فنائي ظاهرٌ ***
و تلا على الملكوت بعض صفاتي
فأتت سِماء الكون ترسمُ صورتي ***
فتبعتها أستلـــــهمُ القســـــــــماتِ
و ركبتها ... حولي سمائي دونها ***
غيمٌ يسافرُ في مــــــــدار جهاتي
عبرتْ الى الظلِّ الكثيف ... توالدت ***
في ظلـــــــــها الأطيافُ من مرآتي
أنا كلُّها و بكلِّــــــــــــها أجتاحها ***
و أضيع فيها شاهدا سكــــراتي
روَّضْتُ أخيلتي و أطلقت الرؤى ***
و ركبت فيها أحرفي و لغاتي
أنا لستُ أكتب ـ حين اكتب ـ عاشقا ***
لكنّني بالعشــــــــقِ أُشعلُ ذاتي
أجتاحُ أحـــــــــلامَ الوجود محلقا ***
و أعدُّ عمرَ الماء من نبضاتي
فترفرف النســـمات من أكمامها ***
و ترجِّعُ الألحان من سمـــراتي
شجرٌ يقول قصائــــدي ... و يلفُّه ***
قمرٌ بغيم الحـــبِّ و الصلـــــوات
و تلوِّحُ النجـــمات لي من طورها ***
و تحطُّ في قـــــــلبي على الميقات
فأصيرُ عند الحال موسى في طوى ***
و يصير عمري عمـرُه أوقــــاتي
أنا من رحيق الحبّ صغت سفائني ***
و ركبتُ فيضَ الشعر في سبُحاتي
و خلعتُ نعلي إذْ شهدتُ صبـابتي ***
و جذوتُ من نـار الهوى راياتي
و خرجتُ نحـــــو الله أُنشدُ باكيا ***
و أُرَجِّــعُ الذكرى مـــع الزّفـــرات
يا رب : قلبي قد توقَّــــــــدَ جمره
يا رب : هذا الحبُّ يحـــرقُ ذاتي
محمد خليل عبو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق